السعادة.. تلك الكلمة السحرية التي يلهث الجميع خلف تحقيقها ويتساءلون كلما امتدت بهم الحياة، لماذا لا نشعر بالسعادة؟
كيف نصل إلى السعادة؟
هل تكون السعادة قراراً أم اختياراً، أم تراها حالة عابرة؟
سنتشارك اليوم ثماني مفاتيح تفتح لك أبواب السعادة، ما عليك إلا أن تضع هذه المفاتيح في أقفالها الصحيحة، وتخطو خطواتك الأولى عبر أبواب السعادة.
مفاتيح أبواب السعادة:
-
التفكير الإيجابي:
إن للأفكار سواء كانت إيجابية أو سلبية تأثيراً كبيراً على حياتك، وقدرة على تغيير مجراها، حيث أن الأفكار التي تتوارد إلى أذهاننا تترسخ في عقلنا الباطن مع التكرار المستمر، مؤثرة على المشاعر التي تنتج عنها، والتي بدورها تؤدي إلى سلوك مرافق لها.
لذا فإن حفاظك على التفكير الإيجابي من خلال عدم التركيز على الأمور السلبية وترديد العبارات الإيجابية دائماً من أول مفاتيح الحياة السعيدة.
يمكنك جعل التفكير الإيجابي عادة عندما تدرك وجود الأفكار وتأثيرها سواء كانت إيجابية أو سلبية، ثم تبدأ في السيطرة على أفكارك واستبدال السلبية منها بالإيجابية، ثم تحويلها إلى دافع يعمل على إنتاج سلوك ومشاعر تدعم مسيرة حياتك في طريق لفتح أبواب السعادة.
-
الحفاظ على صحتك البدنية:
الصحة إكسير الحياة، إن أي مشكلة صحية أو ألم ينتابك سيكون منغصاً وعائقاً يمنعك من الاستمتاع بحياتك، غالباً ما تكون المشاكل نتيجة الإهمال المتراكم لحياتنا الصحية.
لذا فإن الاهتمام بالصحة أحد أهم مفاتيح الحياة السعيدة، شرب الماء بكثرة، الحفاظ على الوزن المثالي، اتباع حمية غذائية صحية، وبالتأكيد ممارسة الرياضة بانتظام، كما أن المراجعات الدورية لطبيب الأسرة للاطمئنان بشكل دوري أمر مهم جداً.
اهتمامك بحياتك الصحية واتباع نظام غذائي ورياضي صحي، وتركيزك على الرسائل التي يرسلها جسدك إليك وفهمها والتناغم معها، أحد المفاتيح الرئيسية من مفاتيح أبواب السعادة.
-
نظم حياتك:
قد تمر السنوات وتقف مذهولاً بأن كيف مر كل هذا الوقت دون أن تنجز ما كنت تحلم به، ذلك لأن تفاصيل الحياة الروتينية تسرق العمر دون أن تشعر بذلك.
إنك من خلال تنظيم حياتك سوف تتمكن من استثمار كل لحظة، وفكرة، عبر وضع خطة منظمة لأفكارك وأهدافك، وتوزيعها على المدى القريب والبعيد، اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي، كذلك تنظيم الوقت والأولويات حسب أهميتها لديك، ثم البدء بتطبيق هذه الخطة وتقييمها باستمرار.
تشير الدراسات إلى أن تنظيم الوقت وترتيب الأولويات ووضع خطة للأهداف من أهم مفاتيح أبواب السعادة.
-
عش اللحظة الراهنة:
انشغالك بأحداث الماضي وتكرار شريط الذكريات بشكل مستمر، وتفكيرك بالمستقبل، ما سيحصل، وكيف سيحصل؛ يسرق منك لذة اللحظة الراهنة.
ستنشغل بالماضي الذي ذهب ولن يعود، أو بالمستقبل الذي لم يأت بعد، وستنسى أن تعيش تفاصيل اليوم الذي أنت فيه؛ ليتحول بدوره إلى ماض ستندم على ضياعه منك غداً وهكذا ستعلق في دائرة مفرغة، ويمضي العمر دون أن تعيش الحياة كما يجب أن تُعاش.
تجاهل الماضي وخذ منه الدروس والعبر ولا تفكر بما سوف يحصل غداً، إنما حافظ على التخطيط له فقط، وانشغل بعمل اليوم، عش يومك بحب، استمتع بلحظاتك كلها، قم بتأدية واجباتك المختلفة على أكمل وجه، واختبر نفسك قبل النوم بسؤال تطرحه على نفسك: هل أنا راض عني؟
-
تخلص من العلاقات السامة:
وبعبارة أخرى حافظ على علاقاتك السليمة الصحية، قد تسألني هل هناك علاقات صحية أيضاً؟
نعم بالتأكيد، العلاقات الصحية هي شبكة الأشخاص المقربين منك سواء كانوا من الأصدقاء أو زملاء الدراسة أو العمل أو العائلة.
ما يميز هؤلاء الأشخاص أنهم يشكلون دافعاً لفتح أبواب السعادة، لأنهم إيجابيون يشدون من عزيمتك باستمرار، ويفرحون بنجاحك، ويسعون دائماً للتميز.
بينما تمثل العلاقات السامة الأشخاص السلبيين الذين يحبطونك ويمتصون طاقتك بتذمرهم وشكواهم المستمرة ويأسهم، لا يريدونك ناجحاً بل يحاولون رؤيتك معهم في زاوية الفشل والضعف.
غربل علاقاتك، بالتخلص من العلاقات السامة والحفاظ على الصحية منها لتنعم بحياة سعيدة وناجحة.
-
الشكر والامتنان لله:
السخط وعدم الرضا والتذمر الدائم من أنجح وصفات التعاسة، حيث أن الاستمرار بالشكوى والتذمر لأنه لا شيء يعجبك، أو لأن فلاناً أفضل منك، أو لأنك لا تستحق كل هذا يحول حياتك إلى جحيم لا يطاق فلا أنت بقادر على الاستمتاع بما لديك، ولا تستطيع تطوير نفسك لأنك عالق في الدائرة السلبية المفرغة.
شكر الله عز وجل وتفقد نعمه دائماً والرضا بما قسم لك هو من أول مفاتيح أبواب السعادة.
عندما تشعر بالامتنان اتجاه كل حياتك وظروفك وعندما تتفقد نعم الله وتشكره على عطاياه فأنت بذلك تنعم بدرجة الرضا والسلام، والرضا يجعل من حياتك جنة سعيدة قائمة على الشكر والمحبة.
ذلك لأن الرضا يقوم على الشكر لما هو موجود إضافة إلى السعي في سبيل تطويره وتحسينه، وهذا ما يعد من أوسع أبواب السعادة.
-
طور نفسك وتجدد دائماً:
ربما عليك منذ اللحظة البدء بالتفكير في تغيير نفسك قليلاً، إضافة إلى العمل على تطوير ذاتك في كافة المجالات.
يعد الروتين قاتلاً للسعادة، فقيامك بنفس الأعمال كل يوم لنفس الهدف سيجعل منك أشبه بآلة مبرمجة، وهذا لا يعني عدم الالتزام بواجباتك بقدر ما يعني حرصك على الحصول على حقوقك أيضاً، من الراحة والمتعة والتجربة والتطور.
تغييرات بسيطة في روتين يومك قد تغمرك بسعادة حقيقية وتخلق تجديداً في حياتك، كما أن البدء بتطوير نفسك وفقاً لترتيب سلم الأوليات سيحدث تغييرات جذرية في طريقك عبر أبواب السعادة.
-
اختر أن تكون سعيداً:
لعلك تصاب بالدهشة من مفتاحنا الأخير لهذا اليوم، أجل اختر أن تكون سعيداً، فالسعادة قرار وليست حالة عابرة، ويمكنك منذ الآن اتخاذ قرارك بأن تكون سعيداً.
ردد العبارات والتوكيدات الإيجابية بشكل مستمر، وابحث عن تفاصيل الأشياء التي تسعدك، احرص على تنمية ثقتك بنفسك واعتمد عليها دائماً.
ثم اعمل على تأدية واجباتك بإتقان، وخصص وقتاً للعطاء بلا مقابل، فالعطاء سر من أسرار السعادة ومفتاح من مفاتيح أبواب السعادة.
اهمس لنفسك أنا سعيد، سأكون سعيداً، وسأعمل على أن أبقى سعيداً دائماً، فأنت بهذا تجذبها وتفتح أبواب السعادة على مصراعيها أمامك.
ها أنت الآن تعبر ترى أبواب السعادة مفتوحة أمامك على مصراعيها، تتلمس مفاتيحها بيدي قلبك وتعقد العزم على أن تعيش حياتك بأفضل وأسعد طريقة ممكنة.
يمكنك الآن الاستمتاع بحياتك، كما يمكنك مساعدة غيرك على فتح أبوابه بمفاتيحنا الثمانية.
نتمنى السعادة كل أحبائنا المتابعين، ونتمنى أن كون موضوعنا لليوم قد منحكم حقاً مفاتيح أبواب السعادة الموصدة التي كانت تنغص حياتكم، مع أمنياتنا لكم بالسعادة الخالصة.