يعتبر الديسك من أكثر الأمراض الشائعة التي تزداد انتشاراً في ظل عصر السرعة، الذي ترك أثراً سلبياً كبيراً على صحة الإنسان، ولكنه أيضاً ساهم بتطوره الحديث في علاج الديسك بطرق فعالة.
يصاب الإنسان بديسك الظهر عندما تتضرر الغضاريف أو الديسكات التي تفصل بين الفقرات لحمايتها وتمتص الصدمات عنها، فتضغط هذه الديسكات على العصب المجاور ليتضرر العصب بدوره، وينشأ ألم الظهر مع الشعور بالوخز والتنميل، وهذا ما يسمى بالانزلاق الغضروفي أو الديسك أو متلازمة القرص المنزلق.
قد تصاب أي فقرة بالديسك بدءاً من فقرات الرقبة وحتى فقرات أسفل الظهر، وقد تصاب به عدة فقرات معاً.
من الطبيعي أن تتبادر إلى أذهاننا الكثير الأسئلة حول سبب هذا المرض؟
ما أعراضه؟ وكيف يمكننا علاج الديسك والوقاية منه؟
وهذا ما سنتناوله في مقالنا لليوم.
أعراض الديسك:
يختلف مكان الإصابة بالديسك من مريض إلى آخر حسب مكان الفقرة المتضررة، فقد يكون الديسك في الرقبة مثلاً، أو في أسفل الظهر، كما تختلف شدة الأعراض وحدتها، لكن الأعراض الأساسية لهذا المرض تكون مشتركة لدى الجميع، والتي تتلخص في 6 أعراض رئيسية، وهي:
- ألم في الظهر يزداد عند القيام بحركات بسيطة كالجلوس والوقوف، أو عند النوم.
- ألم شديد وشعور بالخدر في نصف واحد من الجسم.
- انعدام القدرة على المشي، والشعور بالألم الشديد بعد مشي مسافة قصيرة.
- ألم في الظهر يمتد إلى اليدين والقدمين والرقبة، ويعيق الحياة الطبيعية.
- الشعور بالوخز والحرقة والطعن مكان الإصابة.
- ضعف شامل في كافة عضلات الجسم وآلام مختلفة الحدة.
إذا لم يتم علاج الديسك فإنه يسبب للمريض العديد من المضاعفات الجانبية، مثل تضرر العصب الدائم، والخدر المستمر أسفل الظهر مع فقدان الشعور بتلك المنطقة وصولاً إلى الفخذين، ويمكن أن يؤدي تطور الديسك إذا تُرك دون علاج مناسب إلى فقدان القدرة على التبول الإرادي بعد تضرر العصب الشديد.
6 عوامل تزيد من خطر الإصابة بديسك الظهر:
هناك العديد من العوامل التي تزيد من نسبة خطر الإصابة بالديسك، ومن المهم التعرف عليها ومحاولة تجنبها، لتقليل معدل خطر إصابتك به، ولتتمكن من علاج الديسك والوقاية منه بأكثر الطرق فعالية إذا ما كنت مصاباً، وتتلخص في 6 عوامل أساسية وهي:
العامل الأول:
القيام بحركات خاطئة، كالإنحناء الخاطئ أو ممارسة تمارين رياضية مؤذية.
العامل الثاني:
التقدم في السن، والذي يترافق عادة مع قلة الحركة وهشاشة العظام، إضافة إلى جفاف الجزء الهلامي من القرص الذي يوجد بين الفقرات.
العامل الثالث:
الجلوس بوضعية ثابتة لفترات طويلة دون حراك، مثل القيام بالأعمال المكتبية، وأطباء الأسنان.
العامل الرابع:
حمل الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة، كالرياضات العنيفة والقيام بالأعمال التي تتطلب حمل الأوزان الثقيلة.
العامل الخامس:
عدم ممارسة التمارين الرياضية والخمول الدائم، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف العضلات.
العامل السادس:
الوزن الزائد لأنه يضيف وزناً إضافياً يرهق الظهر بما يفوق قدرته على التحمل، كما أن زيادة الوزن مرتبطة بقلة الحركة الأمر الذي يعد من أهم العوامل التي تؤدي إلى ازدياد خطر الإصابة بالديسك.
علاج الديسك الدوائي:
يعتمد علاج الديسك بالمقام الأول على تشخيص الطبيب المختص، الذي يعتمد في معاينته على الفحص السريري الذي يختبر قوة العضلات وردود فعل المريض اتجاهها، إضافة إلى الأشعة السينية والتصوير المغناطيسي وبعض التحاليل الضرورية، ثم يتم وصف علاج الديسك المناسب للمريض وفقاً لحالته مع المتابعة الطبية المستمرة.
يعتمد علاج الديسك الدوائي بشكل كبير على مرخيات العضلات، والمسكنات ومضادات الالتهاب، وحقن الكورتيزون؛ هذه الأدوية التي يصفها الطبيب لبضعة أسابيع فقط مع مراقبته الدقيقة للحالة المرضية.
لكن إذا وجد الطبيب أن الأدوية لا تساهم في علاج الديسك لديك بشكل فعال، إنما تعمل على تخفيف ألم الظهر دون معالجة المشكلة، فقد يلجأ الطبيب إلى علاج الديسك بالحقن فوق الجافية، تحتوي هذه الحقن على دواء الستيرويد وتعطى في محيط العمود الفقري وفق جرعات مختلفة تناسب حالتك الصحية، مما يخفف ألم الظهر ويقلل التورم والالتهاب.
بعد المراقبة من أربع إلى ست أسابيع، إذا لم تبدأ الحالة الصحية بالتحسن، سيقرر الطبيب إجراء تدخل جراحي لعلاج الديسك.
لكن تذكر أن معظم المصابين بالديسك لا يحتاجون العمل الجراحي مطلقاً، حيث أن العلاج الدوائي والطبيعي يكون فعالاً جداً في علاج الديسك بكفاءة عالية.
يختلف نوع التدخل الجراحي وفق الحالة المرضية ومدى تطورها، فهناك جراحة استئصال الديسك مثلاً، وجراحة الديسك الاصطناعي، وجراحة استئصال الصفيحة الفقرية.
6 خطوات طبيعية في علاج الديسك والوقاية منه:
الخطوة الأولى:
كن حذراً عند حمل الأشياء الثقيلة أو الخفيفة، تجنب الانحناء لما دون مستوى الخصر، واتخذ وضع القرفصاء لحمل والتقاط الأشياء من الأرض، وذلك لتخفيف الضغط على العمود الفقري.
الخطوة الثانية:
اجلس وقف وانحنِ بشكل مستقيم، وإذا اضطررت إلى الوقوف لفترة طويلة، فاسند إحدى قدميك على مقعد أو درجة صغيرة لتخفف الضغط عن الظهر، أما إذا اضطررت إلى الجلوس لفترة طويلة، فمارس تمارين التمدد لمدة 10 دقائق مقابل كل 60 دقيقة من الجلوس.
الخطوة الثالثة:
مارس الرياضة بانتظام، ذلك لأن التمارين الرياضية ولا سيما المشي والسباحة مثلاً تعد من أهم الطرق الطبيعية في علاج الديسك، لأنها تعمل على تقوية العمود الفقري والعضلات المحيطة به، كما أنها تساهم في تخفيف آلام الديسك بشكل فعال، إضافة إلى أن الرياضة تحافظ على الوزن المثالي للجسم، حيث أن الوزن الزائد من أهم مسببات الديسك كما أسلفنا.
الخطوة الرابعة:
ابتعد عن التدخين والمشروبات الكحولية، لأن هذه العادات تسبب تصلب الشرايين، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الأقراص الموجودة في العمود الفقري.
الخطوة الخامسة:
التدليك المنتظم باستخدام أنواع الزيوت الطبية كزيت اللافندر وزيت النعنع الذي يعمل على تهدئة ألم الظهر، يساعد التدليك على تمديد العضلات وتحفيز تدفق الأوكسجين فيها؛ إضافة إلى أن الزيوت تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات.
الخطوة السادسة:
الأعشاب الطبيعية كالزنجبيل والكركم والشاي الأخضر والبابونج، ذات التأثير الفعال في علاج الديسك، لاحتوائها على خصائص مهدئة ومضادة للالتهابات، إذ يمكنك شرب كوب من الحليب والكركم المحلى بالعسل يومياً مثلاً، أو صنع عجينة من الزنجبيل وزيت الكافور وتطبيقها مكان الألم.
إن علاج الديسك ليس أمراً مستحيلاً، وليس مقترناً بالتدخل الجراحي مطلقاً، بل فقط عليك تطبيق الخطوات الوقائية، مع اتباع إرشادات الطبيب المختص والاهتمام بصحة جسدك وفهم ما يحتاج، ويمكنك عندها الحصول على حياة صحية خالية من ألم الظهر، بعد علاج الديسك ووقاية نفسك منه بأبسط الأساليب والطرق.
نرجو أن نكون قد قدمنا موضوعاً مفيداً حول علاج الديسك مع أمنياتنا بالصحة والسلامة للجميع.